في جولة لي لم تنتهي بعد خضتها في صفحات هذا الكتاب اعجبتني فقرات عديدة ولربما اعجبني كل ما قرأته من الكتاب حتى الآن.. لكن احببت أن اشارككم بهذه الفقرة الجميلة. أتمنى الفائدة.
" الآباء يشتكون من أبنائهم عدم إقامة الصلاة والبعد عن الله جل علاه ويشتكي الزوج من الزوجة وتشتكي الزوجة من الزوج التقصير مع الله تعالى, كل شخص يشتكي مما يخصه من أهل بيته في موضوع الهداية.
فماذا نفعل لكي نهدي أنفسنا ومن حولنا؟؟
كل مسلم له نصيب من الثمار التي خلقها الله في صفائها وفي كونها ساجدة وفي كونها مسبحة, وفي كونها ترتفع الى السماء متجهة الى الخالق, واذا تعايشنا مع هذه الثمار الكثيرة اتضح لنا أن المسلم قريب جداً من هذه الثمار فعلى سبيل المثال:
ثمرة التين: فيها وصف ايماني استهل به رب العالمين في القرآن الكريم في سورة التين التي لو أردنا أن نصف المسلم نقول: أنه تينة عند الله تعالى.
أولا: التين من افضل ثمار الجنة لأنه:
1- ليس فيه نوى ليس فيه فضلات وأهل الجنة ليس عندهم فضلات, وهذه الثمرة تناسب أهل الجنة.
2- تلاحظ أن الله سبحانه وتعالى جعل جلدها رقيقاً جداً لا تحتاج الى تقشير كذلك المسلم ليس عليه بروزات ولا تكاليف ولا مظهرية ولا نفاق ولا رياء ولا تجمل للناس فإنه يتعايش ببساطة.
التين ليس له قلب يحمل الضغائن فانه عبارة عن أنسجة ايمانية, فاذا ما دخلنا الى داخل التينة نلاحظ ان لها أنسجة ايمانية متراصة جنباً الى جنب كأنسجة قلب المؤمن فكل جزئية منها يصل بعضها الى بعض, مثلما يكون تماسك الايمان وتماسك الهداية متواصل دائم لا ينقطع في الطاعات الايمانية فلا وقت للتكاسل.
3- فإن الجلدة الخارجية بسيطة كجلد المؤمن سريع التأثر بالايمان عندما يسمع التلاوة القرآنية, فاللين الموجود فيها هو نفسه الموجود في جلد المسلم سريع الاستجابة للقرآن الكريم, ففي قوله تعالى: (الله نزّل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هادٍ) [الزمر:23].
الله تعالى هو الذي نزل أحسن الحديث, وهو القرآن العظيم, متشابهاً في حسنه واحكامه وعدم أختلافه, تثنى فيه القصص والاحكام, والحجج والبينات, تقشعر من سماعه, وتضطرب جلود الذين يخافون ربهم, تأثراً بما فيه من ترهيب ووعيد, ثم تلين جلودهم وقلوبهم, استبشاراً بما فيه من وعد وترغيب, ذلك التأثر بالقرآن هداية من الله لعباده, والله يهدي من يشاء من عباده, ويضلله الله عن الايمان بهذا القرآن لكفره وعناده, فما له من هاد يهديه ويوفقه.
وهكذا اذا اردنا ان ننظر الى خلق الله تبارك وتعالى نحاول ان نتدبر الامر مع معرفة اين نحن منها.
الموز: السباطة من الموز ساجدة لله رب العالمين بكيفية ايمانية لا تراها الا بكيفية واحدة كالطير الذي يسبح في السماء, كأن الطير يسبح بنفس اللكنة واللهجة الايمانية التي يسبح بها الموز في الارض فالعلاقة الايمانية بين الموز والطيور في السجود والتسبيح لله رب العالمين."