وضع مأساوي يخيّم على عروش مجتمعاتنا الاسلامية والعربية والفلسطينية. ذلك الحال الخالِ من الاخلاق والقيم الدينية والاسلامية, فساد اخلاق الشباب وضياع القيم الاسلامية التي تأسسوا عليها.
لقد بات تقليد الغرب في جميع مجالات الفساد والضياع يجري في عروقنا, فنسمع عن ملكة جمال فلسطين وعن ملكة جمال الوسط العربي, نشاهد تلك المحطة التي تبث برنامج نجم فلسطين وننتظر تلك المحطة التي تبث برنامج سوبر ستار العرب. فلماذا كل هذه السخافات؟! لماذا باتت التفاهات والتقاليد الغربية الساقطة تعشعش في عقولنا ونسعى لتطبيقها في واقعنا لنبرهن للناس بأننا قادرون على التقدم والتطور؟! عن أي تطور تتحدثون أيها العرب وأيها المسلمون؟!
أسنسمو بين المجتمعات بهذا التطور الساقط الخالي من أسسنا الاسلامية؟! اين اخلاقنا الانسانية التي تقضي بمنع فتياتنا من الخروج من بيوتهن متزينات؟! أين روح الغيرة على بناتنا اللواتي يعرضن أجسامهن على شاشات التلفزة أمام أعين جميع البشر وذلك لتكسب لقب ملكة جمال فلسطين أو ملكة جمال العرب؟!!
كفاكم سخافة! لماذا لا ننظر الى التطور من النواحي الايجابية حتى ولو كانت غربية! لماذا لا نغار من ذلك الايطالي أو تلك الالمانية الذين رقّ قلبهم للاسلام فدخلوه؟! ألم نسأل نفوسنا مرة لماذا دخلوا الاسلام وتركوا حياتهم التي كانت بنظرنا نحن العميان والجاهلون بأنها حياة تقدم وتطور ؟!
لقد تركوها ولجأوا الى الاسلام لانهم وجدوا فيه ما يغنيهم عن كل متاع الحياة وسخافاتها, وجدوا فيه ما هو خير لهم في الدنيا والاخرة. لقد ادركوا ان سر جمال الحياة مكنون بين أسس الدين الاسلامي العريق وليس في حيازة لقب ملكة جمال كذا وكذا.
لماذا لا نفكر يوماً بأن نسمو بين أترابنا بحفظ القرآن الكريم بدلاً من أن نصرف الوقت بحفظ الاغاني والكلمات الرقيقة الخالية من الاداب؟!
كفاكم جهلاً يا عرب ويا مسلمين, ارجعوا الى الله وأبدءوا صفحة جديدة في ظلاله, لا تجعلوا من الفساد وضياع الاخلاق ضريبة لتقدمكم السخيف! فنحن لن نتقدم حين نتخلى عن ديانتنا العظيمة وعن اخلاقنا الشامخة , فلنجعل صوب أعيننا التقدم بما يرضي الله ورسوله صلوات الله عليه وبما سينفعنا في دنيانا واخرتنا.
وانهي كلامي بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إن الفُحش والتفحش ليسا من الإسلام في شيءٍ وإن أحسن الناس إسلاماً أحسنهم خلقاً " رواه أحمد بإسناد صحيح.