ربما يتساءل الكثيرون عن المعنى الحقيقي للحياء!!
الحياء هو ذلك الخلق الكريم والخصلة الثمينة التي ربّانا عليها اهالينا, هو تلك القيمة الدينية التي حثّنا عليها الاسلام.
ربما يجهلها البعض لانها هي تلك الخاصية البشرية التي افتقد لها الكثيرون في هذا الزمن, ولربما قد يلومني احداً او يعترض كتابتي لكنني اجزم على ان هذه هي حقيقة الحياء في زماننا.
لقد كانت العرب في الجاهلية الاولى تعرف الحياء وتتحلى به وتستحي, فيقول عنترة: " اغض طرفي ان بدت لي جارتي حتي يواري جارتي مأواها". فما حال شبابنا اليوم بالمقارنة مع حال عنترة؟! أيغضون طرفهم ويصرفون انظارهم؟! أيخافون على اعراض الناس ويحافظون عليها؟! لا اظن ذلك فالحقيقة ساطعة كسطوع شمس النهار ومعروفة عند الجميع.
الحياء لدى الفتيات!!
لست ادري ان كنت قاسية في رأيي, فهذا رأيي ولم ينبع من عبث, فأنا انسانة ومن حولي بشر, لست بجاهلة عن حال فتيات امتي ومدينتي, فالحال صعبة ومأساوية يكمن في لبس الفتاة للملابس الفاضحة الغير ساترة سواء الشفافة منها او الملتصقة, وعدم اهتمامها بما هو مكشوف من عورتها, وغيره من المظاهر فيها حقيقة اختفاء الحياء من الروح الانسانية.
ولا ننسى تصرفاتها الخالية مما يدعى بالحياء, من مرافقة الشباب ومبادلة كلمات الحب والغرام معه وبعد يومين مع اخر, ومن تصرفات خالية من الاداب في الشارع او المدرسة او اي مكان عام وعدم التزامها لحدود معينة, وما شابه ذلك والعياذ بالله.
اين قيمة الحياء التي حثنا عليها الاسلام ورسول الله صلوات الله عليه حيث قال رسولنا الكريم: "الايمان بضع وسبعون شعبة, فأفضلها لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان". اي من اتخذ من الحياء خلقاً يسمو به فقد كان له شعبة من الايمان ومن تركه فقد يكون كالحيوان, لان جوهرة الحياء هي التي تردعنا عن ارتكاب المعاصي.
عن ابي مسعود عقبة بن عمرو الانصاري البدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى: اذا لم تستح فاصنع ما شئت". رواه البخاري.
اذاً فالحياء خلق اسلامي عظيم, يردعنا عن المعاصي وارتكاب كل ما يغضب الله وهو مطلوب في حياة كل واحد منا.